الأحد، 30 ديسمبر 2012

تفصيل الدنيا


رجعت من كاترين شيفة تفصيل الدنيا بوضوح
بلاحظ حاجات صغيرة
ومتصالحة مع الحاجات الي حد كبير
هي كاترين ديما بتخلي روحي حسة بسكينة وان العالم براح ... اول اسبوع بعدها
وبعدين ابدأ احس الاشتياق والاحتياج الشديد لها وساعااات الوحدة الموجعة
بوصل لمرحلة بتبقي كل الحاجات بتوجع .. حتي الحاجات الحلوة
..
 فارق المرة دي كمية التفاصيل اللي بلاحظها واللي بتخليني ابتسم حتي لو ألوانها بهته
...

by ‎فريدة أحمد الحصي‎ on Tuesday, 25 September 2012 at 16:26

كاترين.. أول خطاوي الحلم


"بيت الشعر"

قد يلاحظ القريبون مني اطالتي التفرس في كفي الأيمن.. أعلم جيدا، ستعجز الأغلبية الوصول للصورة التي يكونها عقلي في تلك اللحظات..
يميني متحللة تماما، لم يبق فيها سوى العظام المتسخة بقطرات دموية و بعض حبات الرمل..
لهذه الصورة -تحديدا- فزعت من مشهد أساورها الذهبية و رنين ارتطامها.. فلربما تتحلل كفي يوما بأساور ذهبية زهد فيها الجميع، فظلت عالقة برسغي كختام مفرط في الدلالة لحياتي الثرية بالمشاهد العبثية..

لطالما فكرت في كثرة متاعي.. كل الأشياء التي أعرف جيدا خلوها من أي ضرورة للبقاء في إطاري سوى الوحشة التي إلتهمت الأهم و تركت متسعا لكل هذا..

يخبرني مضيفي أن اسمه "بيت شعر" و يجيب استفساري مصنوع من شعر الماعز و ليس وبر الإبل كمان ظننت في الأول..ثم يضيف أن بيت الشعر يعمر لمئة عام أو أكثر!!
بيت الشعر، بسيط ككل الأشياء التي يفضل عقلي التعامل معها، نسيج رقيق يحمي ساكنيه من الهواء شديد البرودة و أشعة الشمس الحارقة.. يعجز عقلي عن ربط بيت الشعر بأي شقة سكنية زرتها أو تلك التي أسكنها.
يعجز عن تقسيم المساحة الداخلية لغرف نوم و معيشة و مكان للطهي!! فأدرك أنه بسيط لحد معجز و متناقض مع كل متاعي الدنيوي..

ولكني أعرف جيدا
يوما سأستجيب لإغواء الحلم
و أتخذ سكنا يضاهيه بساطة


http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%86%D8%AC_%D8%A3%D8%B3%D9%88%D8%AF

 "أماني مستحيلة"

زخة الشهب.. كانت هذه "حجة" الزيارة.
تحت بهاء السماء المحتفية بنا بكرات من النور اسأل صديقي
- محمود؛ حقيقي أتمنى أمنية لما أشوف شهاب.
و لكني أختفي عن العيون سريعا وراء بيت الشعر لأنني لا استطيع النطق بأمنياتي المستحيلة و لو همسا..
وحدها دموعي تتمكن من الظهور في العلن و أهمس (يا رب.. ) وحده يعلم كل هذا الإضطراب و التناقض الذي أحتل صدري منذ زمن طويل!

"جلال"

في الزيارة الأولى كنت منهكة و مريضة لصعودي جبل موسى، جلست على أقرب مقعد داخل كنيسة الدير.. و أغمضت عيني مستمتعة بالسكون.
لكن هذه المرة
و بعد دخولنا عبر باب محلى بإكليل من السعف و أغصان الزيتون، و خطوات معدودة داخلها لم تتمكن قدماي من حملي و هبطت على ركبتيَّ بجذع مفرود و رأس معلقة بزخارف السقف..

جلال لم أتمكن من تحمله واقفه
أرواح مخلصة مرت من هنا
قلوب جاهدت دنيانا و أنتصرت بداخلها
ضآلة ما أعترتني فوحدت الله هامسة
وطلبت الإخلاص و هداية الطريق

عقلة الإصبع"
(مصر تحتل أعلى معدلات التحرش عالميا)
أفهم جيدا الدهشة التي تعتلى وجوههن عندما أصرح بكثرة أيادي الرجال الطيبة التي صادفتها في حياتي.. أدرك أنني حسنة الحظ  فقد قابلت الكثير جدا منها في طفولتي و رزقت تمييزا أنقذني الكثير من الأذى!
أفهم جيدا استنكارهن..
و لكني أعجز عن التعبير.. كيف أنقل لهن شعوري بالآمان المتسلل أثناء مصافحتي لكف كبيرة كقلب صاحبها..

هكذا استقبلتني كاترين هذه المرة
هواء بارد لم يلوثه شر و كف صديق تصافحني مرحبة
هكذا أعلنت كاترين بدء رحلتي في الحلم
أنا؛ البنت التي يغسلها نور الشمس و وهجها حتى أثناء حر أغسطس.. غسلتها برودة ديسمبر لأول مرة.. و لم تؤذها قط

عباءة مضيفي المبطنة انتشلت صورة زيتية من ركام ذكرياتي لظهر بدوي يسير بهدوء بجوار راحلته و عباءة تلعب بطرفها الرياح .. دفء مستقر بالصدر رغم بلورات الثلج -ندى الصباح المتجمد- المفترشة رمال الوادي.

بعد أيام و أثناء أمسية قاهرية ملوثة الهواء.. صافحت كفا أخرى طيبة و جاكت شتوي بنفس لون العباءة.. تمنيت لحظتها الإنكماش كعقلة إصبع لأتسلل لجيب الجاكت الداخلي و أبقى داخل هذا الدفء للأبد..

هكذا استقبلتني كاترين و هكذا ودعتها
بمصافحة طيبة دافئة رغم الصقيع
و وعد بلقاء قريب.

 "موت/حياة"

درجة الحرارة التي إنخفضت ليلتنا الأولى لأربع درجات مئوية أثرها لم ينته بأشعة الشمس تفرض سيطرتها خلال نهار الشتاء القصير..
أوراق الأشجار مصفرة تحدث صوتا كخرير ماء نبع
تغسل ما بقي من أدران بالقلوب، و تتوالى في السقوط.

موت يترك في القلوب سلام و حياة

 by Radwa Dawood on Wednesday, 19 December 2012 at 23:47

كاترين .. السكينة .. الثقة


كمن يحاول أن يمسك بتفاصيل حلمه السعيد قبل أن تتشوش ملامحه، وتذوب معالمه تماما تحت قسوة رتم الحياة السريع/الملل. أحاول أن أستجدى قليلا من حالة السكينة، تلك التى غمرتنى بين جبال سانت كاترين. أكتب الآن عسى أن تتغمدنى من جديد. كاترين فاجأتنى بأنها قادرة على دهشدتى حتى وأنا على علم تام مسبقا بأنها ستدهشنى. ولكنها دهشة ليست كما توقعت، إنها دهشة الطمأنينة

هناك فى وادى إطلاح حيث كانت محطتنا الأخيرة قبل العودة. أجلس تحت شجرة الخروب، أدفء يداى بطبق الحساء ذو رائحة الصعتر النفاذة، بينما تتدفأ روحى بتلك الجبال التى تحد الوادى من الشرق والغرب.ظهرى منتصب ورأسى مرفوع رغم البرودة، وعيناى معلقتان بالجبل. أنصت بكل جوارحى لوشوشة تلك الوريقات الصفراء التى تشاور نفسها مع كل نسمة هواء بأن تستسلم وترحل مع النسيم. ضوء الشمس ينسحب بلطف من على قمة الجبل الشرقى، ويسحب معه بقايا قلق فى نفسى. أرتشف من الحساء وأطلق تنهيدة عميقة أ ُخرج معها كل ما علق بروحى من ملوثات الحياة.

منذ اللحظة التى وصلت فيها كاترين وأنا أشعر بأننى انتقلت إلى كون أخر.مفردات الطبيعة التى لم تعبث بها يد الإنسان هناك تؤكد لى أننى فى حلم من تصميم خيال بارع. أشباح الجبال تقف فى صمت من هيبة وجلال غارقة ظلام تكسره ملايين النجوم الخافتة. وعشرات من الشهب تشتعل لومضة وتنطفأ. أفكر فى سذاجة، كيف وجدت كل هذه النجوم مكانا لها فى السماء. ما بين خطواتى المتعثرة على الجبل وبين ومضات السماء تنتقل عيناى، وبمجرد أن قطعنا مسافة لا بأس بها صعودا حتى غمرنى إحساس أن الكون ابتلعنى. نقطة أنا فى قلب جبل مهيب مغلف بستارة سوداء مرصعة بملايين النجوم ومئات الشهب. إحساسى بأننى غير خائفة بل مطمئنة أدهشنى، وأدركت أن الكون يحتضننى بعمق، يحتوينى، وأننى جزء متناغم جدا معه.

ما كل هذا الدفء الذى يملأ القلب فى ليالى ديسمبر الكاترينية قارسة البرودة. البرودة تنثر حبات الثلج مسحوقا أبيضا على الرمال وتنثر فى قلبى السكينة. مشروب الشيكولاتة الساخن والحطب المشتعل دائما فى بيت الشَّعْر يمنحان جسدى الحرارة. طبقات من الدفء تغلف قلبى. جسدى فى وسط الصحبة داخل بيت الشَعْر، ومن حوله الجبال تغلفها نجوم الكون بأكمله. ترتخى أعصابى على غير العادة فى الشتاء وأستسلم لنوم عميق متدثرة بدفء وسكينة. أول ما بهرنى عندما فتحت عيناى فى الصباح هو كل تلك المسافة وهذا الجبل الذى عبرته فى الظلام لأصل للمخيم. لو كنت رأيت ذلك فى وضوح النهار لشككت فى قدرتى على المواصلة. ابتلعت دهشتى واكتشفت أن كاترين فى الصباح لها جمال جديد. استطاعت عيناى أن تلتقط كم هائل من التفاصيل التى خبأها الظلام. شجرة الزيتون، تموج الرمال، ألوان الجبل وانحناءاته، الشجيرات المصرة على الخروج من بين شقوق الصخر، السماء صافية الزرقة الممشطة بخطوط بيضاء من السحب، جمال زيهم البدوى، جرى الغنم بخفة على الأحجار، دقة نسج بيت الشَعْر، ... كل ذلك تحت بهجة نور الشمس.ابتسامتى طفت بتلقائية على شفتاى طوال اليوم وبهجة حقيقية علقت بروحى.

الدير.. بأعواد السعف المزينة بأوراق الزيتون استقبلنى، وكأنه على علم بأننى لأول مرة فى حياتى أزور دير أو كنيسة فأراد أن يستقلبنى بحفاوة. يكفينى أن أشعر بروح كاترين الطاهرة تحوم بالمكان، وأن جبل موسى يطل على فناء الدير فأرى موسى بأعلاه واقفا فى حضرة الجلال. أتلمس بنظراتى كل تفاصيل المكان وأعبأ ذاكرتى بقدسيته، الوقت المتاح ضيقا جدا فأختزن من روح المكان فى نفسى قدر استطاعتى. أمرر عيناى لمرة أخرى وألقى النظرة الأخيرة على العليقة وأرحل.

 أسمع صوتا ينادى باسمى ليوقظنى قبيل الفجر. سنرحل الآن. للمرة السادسة علينا أن نعبر جبلا صعودا وهبوطا لنخرج من المخيم إلى مكان السيارة. أودع كاترين وأخر صورة فى ذهنى عنها من فوق ظهر سمسم (الجمل). يحملنى فى أخر صعود لى على الجبل. ثابتة ومنتصبة القامة أجلس على ظهره، لأول مرة أثق بحيوان، أنا التى لا تثق بسهولة فى البشر. منذ اللحظات الأولى تيقنت أنه لن يسقطنى. سمسم هذه المرة هو الدليل وأنا فوقه والأصدقاء فى صف يسيرون خلفنا. أقف على المحطة فى انتظار أتوبيس العودة وآشعة الشروق تتفلت من وراء الجبل ملونة السماء  فوقى بجميع درجات الأزرق الرائق

 جئت إليك يا كاترين وأنا أتمنى صعود جبل موسى. لدى تصورا خاصا عن هذه التجربة وكنت أود أن أختبره. لكنكِ فى ضيافتك الأولى لى أثرتِ أن تمنحينى ما لم أخطط لتجربته لتجبرينى أن أعود إليكِ مجددا محملة بالأمانى والتصورات. تعلمين أننى كنت أظن أن جمالك يكمن فى صعود الجبل وأننى لم أتخيل نفسى أزورك دون أن أفعل ذلك. فأردتى أن تثبتى لى أننى لا أعرف عنكِ شيئا وأنه من الأفضل لى أن أكف عن تكوين التصورات السطحية كالأطفال، وأن أترك نفسى فى هدوء لكِ لتزرعى بقلبى سكينة واطمئنان. لم أصعد جبل موسى ولكننى عبرت عددا لا بأس به من الجبال ومشيت كثيرا. كل خطوة إنما كنت أخطوها باتجاه نفسى. ارتحلت بداخلى وأنا أرتحل فيكِ. أخطو الخطوة فى الظلام وأنا لا أرى هدفا و لا طريق. لا أرى إلا الخطوة التى تليها فقط،لكننى وثقت بأنكِ لن تضيعينى. وفى النهار كنت أرى الطريق واضحا لكنه بعيدا ومخيفا بين الجبال والهُوى العميقة لكننى وثقت بأنكِ ستمنحينى القدرة. جئت إليكِ بهواجسى المريضة عن الكائنات السامة، عن وحشة الجبال، وعن أتربة الصحراء. لكن جبالك فاجأتنى باحتوائها لى وبأمانها الذى لم أجده فى مدينتى الصاخبة. لم أتنفس بعمق كما تنفست على رمالك دون أن يسد رئتاى غبار من تلوث. كاترين .. لقد استطعتِ أن تغسلى روحى من جديد وأن تمنحينى ثقة.. وسكينة، لم أدركهما جيدا إلا عندما وطأت قدماى أرض مدينتى.

by Radwa Adel Shedeed on Thursday, 27 December 2012 at 10:19

كاترين.. الطهر


وادي الفريع
"مدرسة الجمال"

 غير راغبة في الكلام.. أخبر صديقي قبلها أنني أرغب في مصاحبة من يقدر الصمت.. فيبتسم و يطمئنني..
تلك اللحظة التي وضعت حقيبة ظهري في صندوق السيارة النص نقل و قفزت داخله تغير داخلي شيء ما.. باب ما كان ضائعا داخل روحي وجدته أمامي فجأة..
بالنسبة لفتاة لم تمارس أي نشاط بدني  خلال أخر شهرين كان الطريق من وادي الراحة لوادي الفريع شاقاَ، ساعة و نصف تقريبا من المشي على أرض غير ممهدة - جزء منها سلسلة جبلية- ..
المخيم بدوي لا يمت للمدنية التي نعرفها بصلة لكن صلة وثيقة تربطة بالإنسان الطبيعة و طبعا النجوم ..
السماء؛ تلك السكينة التي أبعدت الغبار عن الباب المنسي
الصلاة تحتها منزوعة الوساوس مغمورة بالإطمئنان. أسلم فتملأني راحة أرفع على أثرها يداي و أدعو لإحبائي
..
يسألني عن اسمي.. و يكرره كأنه يتذوقه.. يبتسم ثم يقول
"حلو.. اسمك حلو"
فأختبر حلاوة جديدة تصاحب سماعي لاسمي و أتذكر صديقتي عندما أخبرتني
"رضوى؛ صمود الجبل و جمال العسل و المياة الصافية"
ابتسم بعدها كلما ناداني  أحدهم!
..

الوادي المقدس طوى

ماذا يحدث للروح عندما تخط القدم أرضا مقدسة؟
الأمر أشبه بالاستغفار.. أدران ما علقت بروحي تتساقط مع كل خطوة. المشي/الصعود مرهق للغاية. تزداد صعوبة رفع قدمي كلما تقدمنا.
أنا؛ أول من تطلب استراحة قصيرة.
نتوقف و يشير صديقي لكهف الغولة، و يخبرنا بالحكاية..
كهف، تصدر حركة الرياح داخله صوتا قويا يتردد صداه في الوادي المحاط بسلاسل الجبال. فيستغله الأباء في تحذير أطفالهم من الغولة التي تسكن الكهف و تبحث عن ضحاياها من الأطفال الأشقياء..

صخرة موسى.. الحجر الذي تقول عنه الحكايات المتوارثة أنه الذي
 "انفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً"
 الألم و الإنهاك يتمكنان مني فأعجز عن متابعة الحوار و أجلس بالقرب من المجموعة التي انهمكت في مناقشة لا اتذكرها لأنني غفوت!!
نستكمل المسير/الصعود..
بعد الاستراحة الأولى أغفو في كل وقفاتنا للراحة فينفلت مني حبل الكلام، و لا أتذكر سوى صوت الشيخ العطواني ينشد البردة..

جبل موسى
طريق الخلاص

عند وصولنا لنقطة تلاقي طريق الجِمال بطريق الرهبان كان الإنهاك قد استهلكني تماما و دوار خفيف يلعب برأسي.. فأجلس/ أغفو في الإستراحة و أطلب من المجموعة التقدم في الصعود دوني..
سبق و توقفت في هذه النقطة على الطريق قبل عامين و لم استكمل الصعود لإنهاكي النفسي و الجسدي حينها..
أراقب الشروق و أتحمس للإنضمام لمجموعة من الشباب و استكمل معهم الصعود، سالم صاحب الإستراحة يوصي المهندس أحمد قائد المجموعة
"خلي بالك عليها يا باشمهندس و ماتسيبهاش علشان تعبانة"
هذا طبعا بعدما فشلت محاولاته في إثنائي..
أصعد السلالم الحجرية التي عبد بها الرهبان الطريق للقمة، أتوقف لالتقط أنفاسي كل فترة قصيرة جدا.. في المنصف أطلب من المهندس و المجموعة عدم إنتظاري بعد وقفة الراحة القادمة.. أختار لنفسي مكانا آمنا من الجبل بجوار السلالم .. أسند رأسي و أسقط في النوم !
استيقظ بعد أقل من نصف ساعة و كل ما يشغلني
"لو لم أتمكن من الصعود للقمة، سأعجز عن إنهاء الكثير من الأشياء المعلقة في حياتي"
أنظر للطريق لأعلى و لا أرى نهايته.. لكني استجمع قواي مرة أخرى و أنهض..
أعيد اكتشاف رضوى، لأول مرة أختبر عدم قدرتي/رغبتي في المنافسة. "أنا نفسي قصير" هذا ما أدركه و ما يعيده علي أخي بعد عودتي كتفسير فزيائي للدوار الذي إنتابني طوال طريق الصعود!
"أنا نفسي قصير، و مش بعرف أنهي أي عمل غير بإيقاعي الشخصي"
هكذا أردد كلما توقفت لألتقط أنفاسي!
في الثلث الأخير من السبعمئة و خمسين درجة استوعب تماما كلام صديقي عن "طريق الخلاص" الذي يجلس في نهايته راهب يهنئ الصاعدين بالوصول..
أفكر..
"محتاجة الخلاص.. الباب اللي كان مستخبي جوه روحي و ظهر فجأة أول ما وصلت أرض كاترين"
أنهج.. تؤلمني ركبتاي.. أتوقف.. ألتقط صور.. استجمع قواي.. استكمل الصعود.. أنهج.. تؤلمني.. و هكذا

أخيراً الوصول.. لم أجد راهبا في نهاية الطريق يهنئني بالخلاص.. و لكني وجدت مفتاح الباب أثناء صعودي و عبرته بأول خطوة لي على القمة..
عبرته و أغلقته خلفي جيداً

by Radwa Dawood on Sunday, 16 September 2012 at 02:03

سلامٌ من حدائق البدو


لا أعلم لماذا أكتب أو كيف ساعبر عن ما أشعر به الأن..فعندما أكون مليئة بالمشاعر لا أستطيع أن أكتُب و كأن أصابعى تحجرت..فأترك لجملتى المفضله * أكاد من فرط الجمال أذوب * التعبير عنى..


أتذكر جلوسى هناك ..واضعه أصابعى على عنقى ف محاوله لسماع دقات قلبى و فهم ما تشعر روحى به من جمال ..أتذكر أوراق الشجر الساقطة بجانبى و أشجار التين و الزيتون فأردد قوله تعالى و التين و الزيتون..وطور سنين و هذا البلد الأمين..أنظر خلفى فأراهم ..أسمع صوت ضحكاتهم فأبتسم ف إمتنان لنعمة القلوب المتألفه..


تغازل الشمس عيونى فـأتذكر البارحة .. شمس الطريق و لمعان سطح البحر كالنجوم فى السماء وصوت جميل يقول ..والصبح إذا تنفس..أتذكرها صوتها  عيونها و سحرها الذى يجعلك تصدق أن بك جزء من هذا السحر..انك جزء من  الحكايه .. و فراشه  متنكره ف شكل إنسانه..تريد أن تخطف القمر..و عيون أخرى لامعة تخفى أسرار قلب ملىء بالقصص .. 


أنظر أمامى فتخطفنى الجبال لليله البارحة ..أذان و تكبير..ضحك و زغاريط..صلاه و سجود..وادى مقدس و أثار أقدام .. نجوم تلمع وقمر ينير طريقنا..على هذه الجبال كانت المعجزه..معجزة تجلى نور الله..معجزه موسى و ربه ..معجزة لم ولن أستوعبها..ونحن كنا هناك..جلسنا نتأمل النجوم..ونسمع همسات شجرة الصنوبر ..ونحن كنا هناك ..نحيى الشمس..


أتذكر جلبابه الأبيض و ضحكته البشوشه ..و حبه لكاترين و جبالها و سماؤها و أهلها..أتذكره وهو يسرد لى أسماء الأشجار ثم يقطف لى ولهم..بضع الحبات من شجرة تُسمى الزعرور..أتذكره يقطف لى نبته ذهبيه ليرينى رائحتها..لم يتلوث قلبه بعد بقبح المدينه..أتذكرهم.. أطفال تلوح لنا ف سلام..و فتاتان بعيون سوداء واسعة ..يبتسمون خجلا..


يعيدنى صوت ضحكاتهم لشجر التين و الزيتون..فتتلاشى صور البارحة و أكاد أسمع دقات قلبى تقول ..الحمد لله..


by ‎فاطمه خالد‎ on Saturday, 22 September 2012 at 22:20