زرت مصر لأول مرة عام 1992 وقمت بالجولات السياحية التقليدية بين القاهرة والأقصر وأسوان وجبل سيناء وبعض أجزاء من ساحل البحر الأحمر. وفي العشر سنوات التي تلت رحلتي هذه أخذتني الحياة إلى مختلف بقاع الأرض إلى أماكن غاية في الروعة والجمال ولكني لم أنس أبدا زيارتي لمصر ولا طيبة ومودة الشعب المصري. لقد كانت تلك الزيارة هي أولى زياراتي لبلد عربي مسلم وقد نتج عنها تغير كبير في آرائي السابقة عن الدين والناس.
هذا وقد استوقفني كثيرا مما شاهدته من أحداث أوروبا الشرقية تتمثل في تطورات ما بعد الشيوعية فضلا عما عايشته ورأيته من جانب أقل لمعانا للرأسمالية في الغرب فعندئذ أدركت أننا قد فقدنا شيئا ثمينا وشعرت أننا نسير في الاتجاه الخاطئ وأحسست باحتياجي لمكان هادئ به تقاليد قوية وجذور ثقافية عميقة وذي طبيعة مسالمة ووجدتني على الفور أفكر في مصر.
عدت في عام 2005 إلى مصر لأتعرف أكثر على هذا البلد الجميل وأزور على مهل الأماكن التي لم يحالفني الحظ بزيارتها في رحلتي السابقة فضلا عن الأماكن التي سبق أن زرتها وتمنيت رؤيتها ثانية مرارا وتكرارا وخصوصا صحاري سيناء مترامية الأطراف وجبالها الشامخة المهيبة.
ولأن عملي يسمح لي القيام به من أي مكان طالما لدي اتصال بشبكة الانترنت لهذا قررت ما دمت سعيدا أن أبقى. وإلى الآن 2009 ما زلت أعيش هنا في مدينة سانت كاترين وقد نظمت حياتي بحيث أعود كل عام إلى أرض الوطن في أوروبا لقضاء بعض الأجازات القصيرة من أجل زيارة الأهل والأصدقاء.
ومما لا شك فيه أن الطبيعة والثقافة تلعبان دورا هاما أساسيا في المجتمعات المختلفة وفي مجتمع تقليدي مثل المجتمع البدوي نجد أنهما مرتبطان ارتباطا وثيقاوتؤثران على بعضهما البعض بشكل مباشر على الرغم من أن كلا من الطبيعة والثقافة لهما سمة التغير وبإيقاع سريع للغاية وقد عانت المنطقة بأسرها من الجفاف على مدى عشرات السنينمع فترات متقطعة غير كافية من الأمطار. وفي الوقت نفسه واجه البدو متغيرات سريعة مفاجئة بسبب التطورات التكنولوجية على مختلف الأصعدة دفعتهم لمواجهة التحدي المتمثل في ضرورة التأقلم مع هذه الحياة الجديدةمع الاحتفاظ بعاداتهم وتقاليدهم الراسخة في الوقت ذاته. وفي الواقع لن يمثل استخدام السيارات والهواتف المحمولة والانترنت بالضرورة تهديدا إذا نجح المجتمع البدوي في التعايش ومحاولة التوافق مع نمطي الحياة المختلفين وربما تكون هذه هي الطريقة الوحيدة للاستمرار.
زولتان متراهازي (أو سلطان كما يحب أن يناديه البدو)
مجلة مصر الخالدة
العدد الأول: سيناء كما لم ترها من قبل
تصدر عن مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي
هذا وقد استوقفني كثيرا مما شاهدته من أحداث أوروبا الشرقية تتمثل في تطورات ما بعد الشيوعية فضلا عما عايشته ورأيته من جانب أقل لمعانا للرأسمالية في الغرب فعندئذ أدركت أننا قد فقدنا شيئا ثمينا وشعرت أننا نسير في الاتجاه الخاطئ وأحسست باحتياجي لمكان هادئ به تقاليد قوية وجذور ثقافية عميقة وذي طبيعة مسالمة ووجدتني على الفور أفكر في مصر.
عدت في عام 2005 إلى مصر لأتعرف أكثر على هذا البلد الجميل وأزور على مهل الأماكن التي لم يحالفني الحظ بزيارتها في رحلتي السابقة فضلا عن الأماكن التي سبق أن زرتها وتمنيت رؤيتها ثانية مرارا وتكرارا وخصوصا صحاري سيناء مترامية الأطراف وجبالها الشامخة المهيبة.
ولأن عملي يسمح لي القيام به من أي مكان طالما لدي اتصال بشبكة الانترنت لهذا قررت ما دمت سعيدا أن أبقى. وإلى الآن 2009 ما زلت أعيش هنا في مدينة سانت كاترين وقد نظمت حياتي بحيث أعود كل عام إلى أرض الوطن في أوروبا لقضاء بعض الأجازات القصيرة من أجل زيارة الأهل والأصدقاء.
ومما لا شك فيه أن الطبيعة والثقافة تلعبان دورا هاما أساسيا في المجتمعات المختلفة وفي مجتمع تقليدي مثل المجتمع البدوي نجد أنهما مرتبطان ارتباطا وثيقاوتؤثران على بعضهما البعض بشكل مباشر على الرغم من أن كلا من الطبيعة والثقافة لهما سمة التغير وبإيقاع سريع للغاية وقد عانت المنطقة بأسرها من الجفاف على مدى عشرات السنينمع فترات متقطعة غير كافية من الأمطار. وفي الوقت نفسه واجه البدو متغيرات سريعة مفاجئة بسبب التطورات التكنولوجية على مختلف الأصعدة دفعتهم لمواجهة التحدي المتمثل في ضرورة التأقلم مع هذه الحياة الجديدةمع الاحتفاظ بعاداتهم وتقاليدهم الراسخة في الوقت ذاته. وفي الواقع لن يمثل استخدام السيارات والهواتف المحمولة والانترنت بالضرورة تهديدا إذا نجح المجتمع البدوي في التعايش ومحاولة التوافق مع نمطي الحياة المختلفين وربما تكون هذه هي الطريقة الوحيدة للاستمرار.
زولتان متراهازي (أو سلطان كما يحب أن يناديه البدو)
مجلة مصر الخالدة
العدد الأول: سيناء كما لم ترها من قبل
تصدر عن مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق