كان صديقي مسافرًا.. ترك لي بيته، منامه، طعامه، موسيقاه الكلاسيكية وربيع حديقته.
أرسل لي: دليلك غائب.. كنه واصعد -بنفسك لنفسك- إلى الأعلى.
رافقني صاحبي في الليل سرنا أكثر من عشرين ألف متر لنرتفع ألفًا واحدًا
نستمع إلى طريق يهمس: أنا هنا -فيك- اتبعني ولا تتلكأ
وكنا نعرج جبلا -مقلوبا- من سماء الليل بين جبلين
ونتعرف على نجماته.. غرابه، تنينه، دبه وأسده.
وبدلا من الإراقة اليومية لدمي على الأسفلت أرقت بولي على الصخر أعيد له شيئًا من الطبيعة فينا
يسألني صاحبي: أشاهدت "شفرة دافنشي"؟
أرد: نعم واستمتعت بالرواية أكثر.
يصمت قليلًا ويهبط به الزمن لأسفل كأنما نزل به جبريل..
ثم يستدرك بحلم: أتعلم؟.. مثلث الصيف يشبه أرحام أمهاتنا غير إنا لا تلدنا السماء.
وعلى قمة الجبل كتبت "يعيش الله فينا ما دمنا (أحياءًا)" وفتحت ما بين خطين قصيرين "لا تكن ساذجا وترتشف ظاهر الكلام لتبصفه على وجهي"..
.
.
.
هنا رفعت الشمس وجف الكلام و"امتلكت المعنى تماما".
النزول عن جبل كاترينه
تصوير العزيز أسامة فتحي